حذّر الدكتور أحمد هشام استشارى الأنف والأذن والحنجرة بمركز مغربى - مسقط من إهمال علاج الأنفلونزا، مؤكدًا أن ذلك يؤدّى إلى التهاب الجيوب الأنفية، وأشار إلى وجود عوامل عديدة وراء الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية، أبرزها تعرّض الإنسان للإصابة بالبرد، أو الأنفلونزا أكثر من 3 – 4 مرات سنويًّا، ورأى أن من أبرز الأعراض وجود آلام بعظام الوجه، إفرازات أنفية صديدية، انسداد بالتنفس من الأنف، انعدام أو انخفاض بحاسة الشم، شعور المصاب بخمول عام وكسل، ارتفاع متوسط لدرجة حرارة الجسم.
وأشار هشام إلى أن الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية عادة ما تبدأ باحتقان فى الأغشية المخاطية يؤدّى إلى شعور المريض بالإعياء فجأة، مع ارتفاع بسيط فى درجة الحرارة، وبعدها مباشرة يحدث انسداد بالأنف؛ ممّا يؤدّى لصعوبة فى التنفس عن طريق الأنف، ونتيجة لذلك تنتفخ الأوعية الدموية والليمفاوية بالأنف والأغشية المخاطية، وتتكاثر بعدها الإفرازات الأنفية، وعندما يقوم الطبيب المختص بالكشف على المريض يشاهد هذه التغيّرات، ويلاحظ من خلال الأنف احمرارًا شديدًا بالأغشية المخاطية، وتضخمًا بالأوعية الدموية؛ ممّا يؤدّى إلى كسل بالحركة الدائمة للشعيرات المجودة عادة على الأغشية المخاطية، وهذا التطور يُعرف بالالتهاب الحاد للجيوب الأنفية. وإمّا أن يتم الشفاء التام منها، أو يحدث التهاب مزمن بالجيوب الأنفية، ومن علاماتها زيادة فى الإفرازات خصوصًا فى الصباح نتيجة للتعب والمعاناة طوال الليل من الانسداد فى التنفس، مع سعال مصحوب ببلغم، ومع وجود هذه الإفرازات الكثيرة تصبح السوائل الموجودة بالجيوب الأنفية وسطًا ملائمًا لجذب الميكروبات والبكتيريا، ومن هنا تبدأ المعاناة الطويلة الأمد للمرض.
وقال إن الإصابة بالجيوب الأنفية فى المرة الأولى لا يتطلب تنظيفًا، لافتًا إلى اعتقاد خاطىء لدى البعض بأن كل التهاب بالأنف أو الحلق يُسمّى التهابًا بالجيوب الأنفية. وأوضح ذلك قائلاً: إن تكرار حدوث الالتهابات بالأنف والحلق لعدة مرات سنويًّا، وفى أوقات متفرقة عوامل تؤدّى فعلاً للإصابة بالتهاب مزمن بالجيوب الأنفية، مشددًا على أهمية التشخيص الدقيق لحالة المريض بواسطة الطبيب المتخصص بالمناظير الأنفية، وإذا تبيّن للطبيب استمرار هذه الالتهابات أكثر من 3 شهور يتأكد التشخيص الدقيق لحدوث الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية المزمن، ومن هنا تصبح عملية تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار ضرورية، ووصف تنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار بأنها من أفضل الطرق للتخلص من هذه المشكلة، إذ تؤدّى إلى تحسن كبير فى حالة الأغشية المخاطية المصابة، والحد من التهابات الأغشية المخاطية، وتخفيف أعراضها بدرجة كبيرة، كما أن إجراء الفحص بواسطة المنظار له فوائد كثيرة خصوصًا مع الحالات التى لا تستجيب للعلاجات الطبية، حيث يمكن من خلاله تحديد العوامل المساعدة على حدوث الإصابة، وكذلك إمكانية أخذ عيّنة من الجراثيم الموجودة فى الجيوب الأنفية لعمل التحاليل المطلوبة.