يؤكد الدكتور هانى الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومى للبحوث، أن جلد الإنسان هو خط الدفاع الأول الذى يحمى أنسجة الجسم الداخلية من الأخطار الخارجية بصورها المختلفة سواء كانت ميكانيكية أو بيولوجية، وهو أيضاً عضو من أعضاء الجسم قد يتعرض للعديد من الأمراض، ولعل أشهرها هى تلك الناتجة عن الإصابات الفطرية.
والفطريات التى تهاجم الجلد لها أنواع وأشكال مختلفة فقد تصيب فروة الرأس أو منطقة بين الفخذين وتحت الإبطين أو القدمين وبين الأصابع، ومنها أيضا ما يصيب الأظافر نفسها، إلا أن أشهرها هو نوع معين يصيب الجلد فى مناطق الصدر أو الرقبة والأكتاف والظهر، وقد يمتد للوجه وينتج عن ذلك الإصابة به ما يعرف باسم (التينيا الملونة).
ويقول الدكتور الناظر إن مرض التينيا المبرقشة يتميز بأنه يأخذ أشكالا وألوانا مختلفة، لذلك يطلق عليها البعض التينيا المتعددة الألوان، حيث تظهر الإصابة على هيئة بقعة صغيرة أو كبيرة متناثرة فى الجلد، وقد تلتصق ببعضها أو تلتحم لتكون بقعة واحدة كبيرة، وحواف تلك البقعة ليس لها شكل محدد، فقد تكون مستديرة ذات حواف منتظمة أو غير منتظمة، أما من حيث اللون، فقد تكون بنية داكنة أو بنية فاتحة وأحيانا يكون اللون وردياً إلا أن أكثرها شيوعا، هو تلك ذات اللون الأبيض، وتعتبر أكثر الأشكال صعوبة فى العلاج بالنسبة لتلك ذات اللون البنى أو الوردى.
ويوضح أن مرض التينيا الملونة لا يصاحبه أى أعراض أخرى كالحكة أو الألم أو الحرقان، وإنما مشكلته الكبرى فى التغيير الذى يسببه فى لون الجلد الطبيعى، مما يؤدى إلى إصابة المريض بحالة نفسية سيئة، وقد تصل أحيانا للإصابة بالتوتر والاكتئاب فى الحالات الشديدة والمزمنة.
ويعتبر معدل الإصابة بالمرض فى مصر من المعدلات المرتفعة، خاصة فى فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحرارة والرطوبة، وهما العاملان الأساسيان اللازمان لنمو تلك الفطريات المسببة للتينيا الملونة، ويساعد على هذا بعض الأخطاء الشخصية للمرضى مثل بعض الرياضيين اللذين يرتدون الملابس المصنوعة من خيوط صناعية لفترات طويلة مع بذلك جهد بدنى، مما ينتج عنه غزارة إفراز العرق من الجسم، وبالتالى زيادة المياه على سطح الجلد مع ارتفاع درجة الحرارة، مؤديا لزيادة حدة الإصابة، ومع بدايات الصيف، كثيراً ما يشكوا بعض الشباب وخاصة الرياضيين منهم من مثل هذه الأعراض.
ولعلاج المرض يشير الدكتور إلى أن هناك وسائل دوائية عديدة تستخدم فى هذا الصدد، وقد كانت الأدوية الموضعية سواء محاليل أو كريمات هى العلاجات الوحيدة التى تستخدم فى محاربة هذه الفطريات إلى وقت قريب، إلا أن صعوبة استعمالها خاصة فى حالة إصابة مساحات كبيرة من الجلد، بالإضافة إلى طول فترة العلاج، والتى قد تصل من 6 : 7 أسابيع، كذلك عدم قدرة المريض على الانتظام فى العلاج بصورة يومية، كل هذه المشاكل دفعت المراكز البحثية والعلمية إلى الاتجاه نحو استحداث أدوية تؤخذ عن طريق الفم للقضاء على فطريات الجلد المختلفة، حيث بدأت شركات الدواء العالمية فى إنتاج تلك الأدوية إلا أنه ثبت أن بعضها قد لا يؤثر فى علاج التينيا الملونة بالذات.
كما أن البعض الآخر قد يكون له آثار جانبية على الكبد أو الكلى وجزء آخر منها قد يتفاعل مع أشعة الشمس، ويسبب حساسية ضوئية سامة للجلد، وحديثا أمكن حل مشكلة التينيا الملونة باستحداث أنواع جديدة من تلك الأدوية تتميز بسهوله الاستعمال والفاعلية الكبيرة فى علاج المرض، بالإضافة إلى آثارها الجانبية على صحة المريض.
وخلال فعاليات المؤتمر الدولى للأمراض الجلدية الذى عقد بالقاهرة مؤخراً تم مناقشة نتائج العلاج بتلك العقاقير، وقد أثبتت الأبحاث أن أحدث جيل من تلك المضادات للفطريات الذى يؤخذ عن طريق الفم ولمدة أسبوع واحد فقط، وهو ما يعتبر فتحاً جديداً فى علاج هذا المرض، ولذلك ننصح المرضى، وبخاصة الرياضيين والشباب منهم بالتوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية لتناول العلاج المناسب.