كشفت دراسة أوروبية من خلال التحقيق فى الروابط بين النظام الغذائى والأمراض، أن الناس الذين يستهلكون المزيد من الفاكهة والخضراوات يقل لديهم خطر الموت من أمراض نقص تروية القلب، كأحد أكثر أشكال أمراض القلب شيوعا، وهى من الأسباب الرئيسية للوفاة من أوروبا.
ويشير الباحثون إلى أن ارتفاع استهلاك الفاكهة والخضر يحدث بين الناس مع العادات الصحية للأكل وأنماط الحياة، ويمكن أن تكون هذه العوامل مرتبطة السبب فى احتمالية تقليل حالات الوفاة.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون ما لا يقل عن ثمانية أجزاء من الفاكهة والخضر يوميا لديهم مخاطر أقل بنسبة 22% للوفاة من أولئك الذين لم تستهلك أقل من ثلاثة أجزاء فى اليوم، ويكون وزن الثمرة 80 جراما، أى ما يعادل الموز الصغير والتفاحة المتوسطة والجزر الصغير.
وقالت الدكتورة فرانشيسكا كرو من وحدة الوبائيات لمكافحة السرطان فى جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة: "هذه الدراسة شملت أكثر من 300 ألف شخص فى ثمانى دول أوروبية مختلفة، واكتشفنا انه يقل خطر الموت بنسبة 4% لكل جزء إضافية من الفواكه أو الخضروات المستهلكة".
يعنى نقص تروية القلب هو خفض إمدادات الدم إلى القلب والناس الذين يعانون من أنها قادرة على تطوير الذبحة الصدرية وآلام الصدر يصابون بنوبة قلبية.
شملت الدراسة بيانات ثمانى دول للناس الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 85 ثم، وجاءت التساؤلات حول نظامهم الغذائى فى وقت دخول الدراسة ومسائل أخرى حول الصحة والوضع الاجتماعى والاقتصادى ونمط الحياة مثل التدخين وعادات ممارسة الرياضة، وأوضحت الدراسة أن المتابعة استمرت 8 أعوام ونصف.
ووجد الباحثون أن الناس فى اليونان وإيطاليا وأسبانيا أكلت أكثر من متوسط الكمية وهى ما يقرب من خمس أجزاء يوميا، أما الذين يعيشون فى السويد أكلت أقل من ذلك.
وقد قام الباحثون عند تحليل البيانات بالأخذ فى الاعتبار لبعض العوامل الخارجية مثل الاختلافات فى أنماط الحياة والعادات الغذائية، وتضيف الدكتورة كرو: "أن الرسالة الرئيسية من هذا التحليل فى هذه الدراسة هو إيجاد عوامل ربط بين الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الفواكه والخضروات وخفض خطر الموت، وعلينا أن نكون حذرين فى تفسيرنا للنتائج لأننا غير متأكدين إذا كان حقيقى هناك ارتباط بين استهلاك الفاكهة والخضر وتقليل خطر الإصابة بالموت، وإذا استطعنا فهم الآليات البيولوجية التى يمكن أن يقوم عليها الارتباط هذا قد يساعد على تحديد ما إذا كانت أو لم تكن العلاقة بين الفاكهة والخضر وخطر الموت".
ويقول البروفيسور مايكل مارموت مدير كلية لندن الجامعية للمعهد الدولى للمجتمع والصحة ورئيس قسم كلية لندن الجامعية لعلم الأوبئة والصحة العامة ورئيس اللجنة المعنية بالمحددات الاجتماعية للصحة: "أنه من الصعب التوصل إلى استنتاجات قاطعة بشأن العلاقة السببية بين الخضر والفاكهة والموت، والنسبة التى أظهرتها الدراسة محل خلاف، ولكن الصحيح أن الأمراض القلبية الوعائية هى السبب الأكثر شيوعا للوفاة، ولكن هذا الانخفاض فى معدل وفيات يأتى مع استهلاك ثمانية أجزاء فى اليوم من الخضر والفاكهة، وهذا يستوجب أن يكون هناك حاجه إلى تحول كبير فى الأنماط الغذائية لتحقيق هذا الاستهلاك، والأمر يستحق المحاولة للتحرك فى هذا الاتجاه وهذا يدعونا للانتقال إلى الفواكه والخضراوات لأهميتها الكبيرة على الصحة العامة".