يؤكد دكتور هشام الخياط، رئيس معهد تيودور بلهارس لعلاج الكبد، أنه قد ثبت بالدراسات الحديثة الإكلينيكية أن مرضى فيروس سى الذين يعانون من الزيادة فى الوزن أو من مرض السكر أو حتى من يعانون من بوادر المرض أو الذين يتعرضون بمقاومة الأنسولين بمعنى أن الأنسولين الذى يفرز من مادة البنكرياس لا يعمل بالصورة المناسبة، فمستقبلات الأنسولين للخلايا تنشط ومن ثم تساعد الأنسولين على عمله، وبالتالى مقاومة المرض، فهؤلاء المرضى الذين يعانون بما يسمى بمقاومة الأنسولين يتعرضون لمضاعفات مرض فيروس سى عن أمثالهم الذين لا يعانون من مرض مقاومة الأنسولين، ويتعرضون أكثر للتليف وأورام الكبد أكثر من غيرهم، كما أنهم لا يستجيبوا للعلاج بالأنترفيرون مثل أقرانهم الذين لا يعانون من مرض مقاومة الأنسولين.
ومن المعروف أن مرض مقاومة الأنسولين هو بداية مرض السكر من النوع الثانى، أى أن غالبية مرضى السكر يعانون من مقاومة الأنسولين فى جسمهم قبل ظهور الأعراض بسنوات، ومقاومة الأنسولين فى تلك الحالة تكون لعدم استجابة مستقبلات الأنسولين للخلايا التى تفرز من البنكرياس، وحتى لو تم استقباله بمستقبلات الأنسولين فلا يتم نشاط هذه المستقبلات وبالتبعية المساعدة على عمل الأنسولين سواء فى خلايا الكبد أو العضلات أو الخلايا الدهنية.
ومرض مقاومة الأنسولين هو البادرة الأولى لمرض السكر من النوع الثانى، ويؤثر بالسلب على الكبد، ويؤدى لدهون الكبد الملتهبة، ويعرض مرضى فيروس سى لتطور حالتهم الصحية من المرض المزمن للتليف والأورام الكبدية، فقد ثبت من الدراسات الحديثة أن مرضى فيروس سى الذين يعانون من مقاومة الأنسولين يكونوا عرضة للتليف عن غيرهم، ويتم علاج هؤلاء المرضى ليس بالأنترفيرون والريب فيرين فقط، ولكن بمحفظات الأنسولين ومحفظات عمل الأنسولين حتى يتسنى لهم الشفاء من مرض مقاومة الأنسولين، وبالتبعية يشفون من الفيروس نفسه.