الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب ، حدوث الشكوى من ألم الذبحة الصدرية يعنى أنه يوجد ضيق فى أحد الشرايين التاجية المغذِّية لأجزاء عضلة القلب. وعضلة القلب هى تلك العضلة المكونة لحجرات القلب الأربع، وهى البطين الأيسر، أهَمُّها، والبطين الأيمن والأُذَين الأيسر، والأذين الأيمن.
وحينما يكون فى أحد الشرايين القلبية ضيق، فإن الدم الذى يجرى من خلال ذلك الشريان المريض سيكون أقل، وبالتالى فإن كمية قليلة من الدم ستصل إلى جزء العضلة الذى يتغذى بذلك الشريان، أى كمية قليلة من الأكسجين. وعضلة القلب تُعبِّر عن عدم إمدادها بالأكسجين الكافى عبر إظهار ألم الذبحة الصدرية.
وأسباب حصول ضيق فى مجرى أحد شرايين القلب هو نشوء تراكمات من الكولسترول والدهون، ضمن طبقات جدار الشريان. وما يُسهِم فى نشوء هذه التراكمات الضارَّة هو، إما ارتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، وبالذات النوع الخفيف الضار منه، وإما ارتفاع ضغط الدم، وإما وجود مرض السكرى، وإما التدخين، وإما وجود عوامل أخرى يجمعها مصطلح «عوامل رفع خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية».
ومع وجود هذه المشكلة للتضيُّق فى أحد الشرايين التاجية، تختلف الأسباب التى تُؤدى إلى ظهور أنواع ألم الذبحة الصدرية. وفى حال «النوع المستقر» من الذبحة الصدرية، يكون بذل المجهود البدنى هو السبب، فى غالب الأحوال، لظهور ألم الذبحة الصدرية، كالهرولة، أو صعود الدَّرَج، أو غيرها من الأنشطة البدنية.
وسبب ظهور الألم، هو أن العضلة فى هذه الأحوال تتطلب المزيد من الأكسجين، كى تعمل بطاقة أعلى من المعتاد. وحينما لا تتمكن الشرايين المتضيِّقة من تلبية هذا الطلب، تبدأ العضلة فى الأنين، عبر الذبحة الصدرية. وكذلك الحال عند حصول حالة من التفاعل العاطفى الشديد، أو عند التعرض لأجواء مناخية باردة أو حارة، أو بعد تناول وجبات طعام ثقيلة، أو فى أثناء التدخين.
أما فى حال «النوع غير المستقر» من الذبحة الصدرية، فإن نشوء تخثر، أو تجلُّط لكمية من الدم، داخل الشريان المتضيِّق بالأصل، يؤدِّى إلى أن الشكوى من ألم الذبحة الصدرية لا يتبع الوتيرة المعتادة له فى السابق، أى أنه قد يحصل حتى مع راحة الإنسان وتوقُّفه عن أداء المجهود البدنى.
ولذا، فإن حصول «عدم الاستقرار» نذير خطورة أكبر فى احتمال حصول سدّ تام لجريان الدم خلال ذلك الشريان طوال الوقت، بعبارة أخرى، نشوء حالة نوبة الجلطة القلبية. وهذا التخثُّر الدموى قد يذوب، ثم قد يرجع ليتكون مرة أخرى، وهو ما يفسِّر حالة «التأرجح» و«عدم الاستقرار» وعدم «حصول المعتاد» لألم الذبحة الصدرية. وعليه، فإن التدخُّل العلاجى هنا يقى من تفاقم مشكلة تسبُّب ضيق الشريان فى أضرار على سلامة عضلة القلب.