ذكر الإمام الشافعي .. فوائد خمسا للسفر:
تغرب عن الأوطان تكتسب العلا // وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشـة // وعلـم وآداب وصحبـة مـاجد
فان قيل فـي الأسفار ذل وشدة // وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد
فموت الفتى خير له من حيـاته // بدار هوان بين واش وحـاسـد
فوائد سياحية
السياحة الثقافية هي نوع من الترويح التربوي الهادف، الذي يجمع بين المتعة والمعرفة، والذي يستغل وقت الفراغ في الأنشطة المسلية من خلال الاطلاع على ثقافات وأفكار، وعادات الشعوب الأخرى، ولقد دعانا المولى -عز وجل- إلى السياحة في الكون والسير في الأرض والتأمل في خلق الله وآلائه: " قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْق..." (العنكبوت: 29).
وتساهم السياحة الثقافية في إضافة العديد من الخبرات الثقافية والعلمية للأبناء مثل: المعلومات الجغرافية والطبيعية، وبعض المعلومات التاريخية، وطرق التعامل مع وسائل المواصلات وأساليب السفر؛ مما ينمي شخصية الأبناء وثقافتهم … ويكسبهم العديد من المهارات المعرفية، ويُسهم في تنمية القدرات العقلية والإبداعية لديهم، فالتعليم الفعال هو التعليم المُشَوِّق… وليس هناك أكثر تشويقاً من السفر.
لا يهم إلى أين ستسافر … طالما خطَّطَّتَ جيداً لرحلتك مع شيء من الإعداد ستجد أن رحلتك الترفيهية هي رحلة علمية ثقافية.
ولكن بالطبع هناك بعض الدول تتميز عن غيرها في مجال السياحة الثقافية: كالقاهرة وإسطنبول والمغرب وأسبانيا (الأندلس سابقًا)، وزيارة مكة والمدينة بتراثهما الإسلامي التاريخي والديني؛ للعمرة والحج من أعظم الرحلات فائدة للأبناء، ولعلنا نتحدث في موضع آخر عن هذه الرحلة بشيء من التفصيل.
1- برمج أيام رحلتك:
لكي تضمن استغلالاً أَمْثَل للرحلة؛ يجب أن تخطط مسبقاً للأماكن التي تود زيارتها، وتقدر الوقت اللازم لكل مكان منها؛ لتعطي كل مكان حقه من المشاهدة والاطلاع والاستفادة، وحاول ألا تكدِّس العديد من الأماكن في يوم واحد؛ حتى لا يصاب الأطفال بالملل والإرهاق، ولا بد أن تشرك أبناءك، وتستشيرهم في أثناء وضع البرنامج.
2- اجمع المعلومات عن البلد:
قبل الرحلة بوقت كافٍ اجمع كل ما تستطيع من معلومات عن البلد الذي تنوي زيارته، ويمكنك ذلك عن طريق الإنترنت الغني بمواقع السياحة والسفر، وكذلك عن طريق السفارات ومكاتب السفر، كذلك قم بالاتصال بمعارفك وأصدقائك الذين سبق لهم زيارة هذا البلد، ومن الأهمية بمكان الحصول على خريطة، ودليل للأماكن وبعض المطبوعات التعريفية.
حاول إن سنحت لك الفرصة أن تختلط بسكان البلد المحليين للاستزادة منهم؛ وليتعود أبناؤك على التعرف على أبناء الشعوب الأخرى.
3- الاستغلال المفيد لوسائل المواصلات:
سواء أكانت رحلتك بواسطة سيارة أم طائرة أم قطار أم غيرها … فإنه بإمكانك أن تشغل طفلك طيلة فترة السفر، فيمكنك على سبيل المثال أن تُعَوِّد طفلك على استخدام خرائط المدن والطرقات.
اجلس إلى جوار طفلك، وامسك الخريطة في يدك وحدِّدْ له الطرق التي تمرون عليها والمدن التي ستعبرون من خلالها، واشرح له معنى الرموز المدونة وتقدير المسافات بالكيلومترات، وأَذْكُرُ أنني كنت في صغري مولعة بقراءة الخرائط لوالدي أثناء السفر بالسيارة وساعدني ذلك الآن في سرعة حفظ الشوارع والأماكن في البلدان التي أزورها، وما زال أول ما أضعه في حقيبة سفري هو خريطة للبلد الذي أنوي زيارته.
والعلامات الإرشادية المرورية كذلك وسيلة تعليمية جيدة فسواء أكُنْتَ في السيارة أم القطار يمكنك الاستفادة من هذه العلامات في تعويد الطفل على القراءة السريعة.
4- ألعاب السفر:
الألعاب الأسرية المسلية والهادفة من أفضل وسائل التثقيف، وهناك الكثير من الألعاب التي يمكن أن يشترك فيها الآباء مع الأبناء، نذكر منها على سبيل المثال الألعاب التالية:
لعبة "من هو ؟ ":
تقمص شخصية معروفة؛ واطلب من أبنائك أن يتعرفوا عليها من خلال طرح مجموعة من الأسئلة، لا تتجاوز عشرين سؤالاً، وتجيب عنها بنعم أو لا ، ولكي تضيق دائرة الاختيارات حدد مجال شهرة الشخصية هل هو كاتب أم سياسي أم ماذا في بداية اللعبة.
لعبة الذاكرة:
هذه اللعبة تعتمد على الذاكرة وقوة الحفظ؛ وهي أن يقول اللاعب الأول مثلاً: ذهبت إلى القاهرة، واشتريت تفاحاً، ويأتي دور اللاعب الثاني ليضيف للعبارة كلمة من نفس الشريحة ( فواكه – مدن – سيارات … إلخ ) وهكذا إلى اللاعب الأخير … مثلاً يقول اللاعب الثاني : ذهبت إلى القاهرة واشتريت تفاحًا وبرتقالاً وهكذا …
إن هناك العديد من الأفكار للألعاب الأسرية تجدها تباع في المكتبات على شكل بطاقات وكتيبات يمكنك الاستعانة بها.
5- تبادل الحوار حول مشاهداتك مع أبنائك:
أحياناً كثيرة تكون تعليقات الأبناء وأسئلتهم حول كل جديد نقطة جيدة لنقاش وحوار مفيد مع الأبناء، فانتهز فرصة زيارات المتاحف والأماكن التراثية للحوار مع ابنك، واطلب منه دائماً أن يقارن، واسأله عن المدينة التي يحب أن يزورها ولماذا ؟ … هذا الحوار وإثارة الأسئلة مع طفلك تُعلِّمُه التركيز على الأسباب والمسببات والنتائج.
6- ثقافة الهدايـا التذكارية:
الهدايا التذكارية التي تباع في العديد من الأماكن السياحية والمتاحف تمثل مادة جيدة للأبناء، وأذكر أنني كنت أجمع البطاقات التذكارية التي تحمل صور معالم البلدة الشهيرة وأجمعها في " ألبوم " ما زلت أحتفظ به بعد أن أدوِّن عليها تاريخ الزيارة وبعض المعلومات عنها.
حَبِّبْ إلى طفلك هذه الهواية وعوِّده على جمع التذكارات والمحافظة عليها، مثل: جمع الأصداف إذا ذهبتم إلى شاطئ البحر، أو جمع الأوراق النباتية، أو جمع الصخور والأحجار… إلخ، فهذه التذكارات تُزوِّد الطفل بتجربة الاختيار والتعرف على ماهية الأشياء وتصنيفها.
دعْ طفلك كذلك يختار المشاهد التي يود تصويرها للذكرى، ودعْه يختار الهدية التذكارية التي يود شراءها بنفسه.
نصائح قبل الزيارات
1 - تأكد من مواعيد الزيارة للمتاحف قبل الذهاب إليها؛ وذلك لأن بعض المتاحف لها مواعيد خاصة أيام السبت والأحد.
2 - احرص على أن تحصل على نسخة من دليل المتحف بمجرد وصولك؛ لتتعرف على أقسامه وتتمكن من برمجة الزيارة.
3 - ابدأ بزيارة الأقسام التي تستهوي طفلك في البداية ورتبها تنازليًّا الأهم ثم المهم، وذلك في حالة ضيق الوقت، فإن بعض المتاحف تحتاج إلى ساعات طويلة؛ للتنقل فيها وهناك استعلامات تساعدك في هذه المهمة.
4 - أحْضِر معك بعض الأطعمة الخفيفة، فكثير من المتاحف في أوقات المواسم تزدحم مطاعمها بالزوار، وتناول طعامك في الأماكن المخصصة لذلك.