شيخ يعالج الناس بوسيلة مختلفة

سمع صديقى فى يوما من الايام عن شيخ كبير يسكن فى حاره بعيده عن ارجاء المدينه
يداوى الناس من همومهم بقص قصص اناس اخرين عليهم لكى يتعظوا ويفيقوا من مرضهم
بوسيله جديده وكنت انا فى احد الايام اسير فى الطريق متجهه الى بيتى الدافىء ولكننى كنت مرتجفه من الارتعاش والخوف واذ بصديقى يقابلنى ملاحظاً ما انا فيه ويسالنى على يغرقنى فى بحر الخوف والهم هكذا
فسردت له ما انا فيه فاذا به يرشدنى الى مكان الشيخ الذى يعيش بعيدا عن ارجاء المدينه

فذهبت اليه وانا احمل له كل ما امر به بين ضلوعى
فجلست بين يديه وبدأت ان اتلو عليه قصتى التى تهيبنى خوفاً كل يوم وتسكن الهم بداخلى طوال الوقت
فقلت له اننى انسانه تحمل مشاكل كثيره اذا ما كانت بى فهى ممن حولى واصبحت لا اقدر على تحمل هذا وبدأت ان اكره حياتى واتمنى اليوم كل يوم ولكن ما يجعلنى صابره هو اميرى ومالك عصمة امرى هو الانسان الذى احب من كثره همى اصبحت ضعيفه امامه فى كل شىء اتوق له بالهم بدلاً من الشجن فهل عندك يا شيخ شيئاً يجعلنى اخرج مما انا فيه .
فاذا به يتلو عليا دوائى بقصه اخرى فقال :-

كان فى قريتنا شابا وفتاه يربط بينهما الحب صباحاً ومساءاً يربط بينهما الانين والعذاب ثم شاء القدر ان ترحل الفتاه الى المدينه بعيدا عن قريتنا الصغيره وبدأ التقرب منهما يكاد يكون معدوماً وتمر الايام واذا بالفتاه تعود الى القريه فى زياره حنين الى القريه فرأت الشاب فوقفت خجلاً ودقات قلبها تدق وهو ايضا
ثم تلامست ايديهم بالسلام فرجعت كل ذكريات الماضى وتحالفا الا يفارقا بعضهم البعض ابداً
ولكن تكررت المأساه وقررت الفتاه الرحيل مره اخرى
فسالت الشيخ ماذا فعل الشاب ؟
قال اصبح الشاب فاقداً الامل بالرجوع اليها مصطحباً فى احساسه اوتاراً من الضيق وقرر بالفعل الرحيل هو ايضاً حتى لا يصبح العذاب له سكينا ببيته كل يوم يلازمه الفراش وكانه ظله
فقلت للشيخ هل تظن ان ما فعله الشاب صائباً ؟
فقال نعم نعم الصواب !!!
فقلت له لماذ يفعل هكذا بعد كل هذا الحب ؟
فقال لى ما لم اتوقع سماعه تلى على انهما فى الماضى كانا على وثيقه حب مزيفه من كلا الطرفين كلاً منهما لا يعلم ماذا يريد من الاخر فاصبح الشاب يمارس الخيانه كلما اتيحت له الفرصه
والفتاه علمت ذلك وبدأت فى هذا ايضا واصبحت الحياه بينهما ممتلئه بالخداع
اصبحا لا يتحاملان بعضهما البعض ابداً
ثم يعم التسامح بينهما مره اخرى ولكن للاسف وجدوا كابوس الكريهه يلاحقهم بعد الخيانه واصبحوا يقضون وقتاً يتذكرون به ايام الحب الحقيقيه
احست الفتاه بذلك فقررت انهاء علاقتهما ولكن الشاب قال لها لا فالحب كتاب واحد نقرئه سوياً انا وانتى فكيف لكى ان تمزقيه اننى احبك !!!!!!
وعادا مره اخرى واصبحا على ذلك فى خلاف الى ان جاء قرار الرحيل للفتاه فقرر الشاب الانهاء الدائم هو والفتاه
ولكن الفتاه عادت للحياه الرخيصه التى كانت تعيشها فى وقت خيانتها للشاب وقد ساعدها على ذلك ضعفها وتوترها وغضونها فى اختيارها للشىء !!
فتوقفت قليلا وقلت للشيخ كفا !! اننى لست اهل لسماع البقيه
احسست ان القصه التى يتلوها تغيث ما بداخلى